السلعة

مجدي يعقوب.. ذكرى ميلاد «جرّاح القلوب» الذي يشغلُه الإنسان «ولو مالوش عنوان»

 






فبراير الماضي، تشدّق أحد الدعاة عن مصير السير مجدي يعقوب في الآخرة، وقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «العمل الدنيوي ما دام ليس صادرًا عن الإيمان بالله ورسوله، فقيمته دنيوية بحتة، تستحق الشكر والثناء والتبجيل منا نحن البشر في الدنيا فقط، لكنه لا وزن له يوم القيامة، ‏ومن السفاهة أن تطلب شهادة بقبول عملك في الآخرة من دين لا تؤمن به أصلاً في الدنيا».


«هل يدخل مجدي يعقوب الجنة؟»، سؤالٌ تردّد بعدها لعدة أيام، جدل أصبح كالشرارة، ينطلق كلما تنتشر أخبار عن الجراح العالمي، فيدور الجدل ولا يهدأ.


لم تظلّ كلمات الداعية على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، فتقدم محامي البلاغات الشهير، سمير صبري، ببلاغ عاجل إلى النائب العام المصري ونيابة أمن الدولة العليا لوقف الداعية بعد تصريحه الذي وصفهُ بـ«تصريح طائفي من شأنه إحداث الفتنة الطائفية بين أبناء النسيج الواحد».


صحيح أنّ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، انتفضَ حينما رأى التصريحات «المُتطرفة»، وعلى الفور، أجرى اتصالًا هاتفيا بالدكتور مجدي يعقوب، لتهنئته بتقلد وشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني، احتفالية مبادرة صناع الأمل بدولة الإمارات.


أعرب الإمام الأكبر عن سعادته بما يحققه الدكتور مجدي يعقوب من إنجازات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، مؤكدًا أنه قدوة في الإيثار وتغليب مصلحة المحتاجين من مرضى القلب والأطفال، ومثال في الوطنية والعمل على خدمة أبناء وطنه، وفخر لكل مصري وعربي.


كما أكد الطيب أن «الدكتور مجدي يعقوب قدوة في الإيثار وتغليب مصلحة المحتاجين من مرضى القلب والأطفال، ومثال في الوطنية والعمل على خدمة أبناء وطنه، وفخر لكل مصري وعربي».


لم يتوقف يعقوب أمام تلك التصريحات، ظهر بعدها وأكد أن الإنسانية أهم من الجنة والنار، خلال حواره لبرنامج «حديث العرب»، المذاع على فضائية «سكاي نيوز عربية»، مشيرًا أنه يصاب بالحزن الشديد جراء مظاهر العنف التي تنتشر في عدد من البلدان.

وأوضح أنه تمني أن يصبح فلاحًا لو لم يكن جراحًا، مشيرًا إلى أن الجراح يتعامل مع أشخاص حية، في حين أن الفلاح أيضًا يتعامل مع النباتات الحية.


العمّة «أوجيني»

لم تكُن تصريحات يعقوب مجرد «كليشية»، إذ أثبتت المواقف المختلفة أنه يهتم بالإنسان «ولو مالوش عنوان»، منذ ولادته في 16 نوفمبر 1935، بالشرقية، لعائلة تنحدر أصولها الكاثوليكية من محافظة أسيوط.


توفيّت عمة يعقوب، أوجيني، وهو في سن الـ21 عامًا، بسبب إصابتها بضيق في صمام القلب، حزِن والد يعقوب على شقيقته التي اختطفها الموت في سن مبكرة، وظلّت هذه القصة تتردد في عقل مجدي الابن، الذي قرر أن يصبح هدفه التخصص في علاج القلب لإنقاذ حياة المرضى.

Tag Line

وسائل الدفع المتاحة